قبل فوات الآوان لا لحكومة سياسيين

كَتب : فؤاد سمعان فريجي
الوقت يضيق وكرة النار تتدحرج ولا مكان لبيع المواقف والتلهي بسطحيات السياسية اللبنانية المحلية .
بعد زلزال بيروت الهيروشيمي لم يعد هناك مجال للترقيع والصبر ، انفجار بيروت سرع في حرق كل المراحل والتحالفات والأفكار والسيناريوهات ، التي كان يحملها الطاهي المحلي ويعاونه مطبخ مترهل تقليدي فاسد اكل الدهر عليه وشرب .
اكثر من ٦ حكومات تشكلت بعد العام ٢٠٠٥ واكثر من ٨ حكومات من العام ١٩٩٢ حتى ال ٢٠٠٥ ، أسأل ماذا فعلوا كل هؤلاء ؟
لن استعرض السقطات التي وقعوا بها عندما حولوا الدولة ووزراتها الى دكاكين فاحت منها روائح المحسوبيات حتى وصلت الى اقاصي الأرض واصبحنا الأوائل على اللوائح العالمية للفساد .
استشارات وتسميات من نفس الطاقم وفولكلور إعلامي ، شخصيات مشبوهة في الآداء السياسي والتبعية يخرجون على الشاشات في وعظ وتوجيه حول لبنان في عبارات ممجوجة وخطاب سخيف .
وأني أسأل ماذا فعل هذا الطاقم السياسي منذ العام ١٩٩٠ وحتى اليوم ، أرشدوني الى فعل واحد ( بعيداً عن التفاهات الموصوفين بها ) قد يتنطح احد الزعران في الرد !!
ماذا فعلتم للبلد ؟ احزابكم وزعاماتكم
استباحت الأخضر واليابس ، وغير دحش الأنصار والمعاونين في الأدارات التي اصبحت مغاور للسماسرة والرشاوى .
قد يقول قائل لا تعذب نفسك وتعرض حياتك للهلاك ، من عادة الجبناء ان يستسلموا للواقع ولولا نضالنا لشاهدتم الفاسدين بجلسون عاى صدور الناس بالعار ويأكلون من افواههم .
عجقة استشارات وربطات عنق لتسمية رئيس جديد لمجلس الوزراء ، وهل يُعقل ان سياسيين نزع الشعب عنهم وعنوةً بالساحات تاريخ الوكالة التي يمثلهم فيها وافقد صلاحية عملهم !!
يا جماعة ما يحدث خرج عن صواب العقلاء والمجانين ، دولار تحت حكم المافيا السلع في مهب الريح ، ويحكى عن تلزيم البلد الى جهات خارجية وكأننا هواة احتلالات منها يذهب ومنهم يأتي .
ماذا فعلتم ؟ ديون فاقت ال ١٠٠ مليار دولار هجرة مخيفة وصادمة ، وتعرفون ان 600 ألف لبناني غادروا الى غير رجعة منذ العام 1992 لغاية نهاية العام الماضي ، أي بمعدل 22.300 شخص سنوياً .
عدا عن الحياة الأجتماعية والاضطرابات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي أثّرت في المجتمع اللبناني وخلقت حالة من الإحباط ومزاجا سيئا تسوده مشاعر اليأس وعدم الثقة والتشاؤم من المستقبل، وهي عناصر تلقي بظلالها على الحياة اليومية للناس من مختلف الفئات، وخلقت لديهم مزاجا سيئا ومتاعب نفسية تؤدي عند البعض إلى الميل نحو الانتحار ، وللتذكير بلغت النسبة مئتا حالة انتحار شهدها لبنان في عام 2018، مقارنة بـ143 حالة خلال 2017 ، هذه الأرقام كلها بفضل سياساتكم النفعية والشخصية التي حولت لبنان الى غابة بعدما كان لؤلؤة الشرق .
قد تأتي الأستشارات بالسفير مصطفى أديب رئيساً للحكومة المقبلة ، لكن ما كُب قد كُتب وبراقش جنت على نفسها .
ولا احد من الكتل النيابية وطرابين الحبق اخذ بعين الأعتبار نزول مليونين و٢٠٠ الف لبناني الى الشارع يُطالبون بحقهم للعيش في ظل القانون والنظام وفرص العمل ووقف الهدر والصفقات ، بحت حناجرهم لنيل مطالبهم ، لكن دون جدوى !
لا يعود هذا البلد على رأس الرمح ، إلا بقيام حكومة عسكرية التي تزخر مؤسساتنا الأمنية والعسكرية بنخب من الدرجة الأولى في الحفاظ على هوية لبنان ونشاهد كيف يتعاطون هؤلا مع كرة النار بحرفية ودهاء ، وأخر دليل نجاح الجيش في ادارة مرفاء بيروت الذي اكلته النار ، وكيف جاء الموظفين يوم السبت ٢٩ آب لأتمام معاملات المواطنين .
حكومة عسكرية هذا هو الحل الوحيد لإعادة لبنان على خارطة الدول المتقدمة في العدل والمساواة ، في القانون ( واعطي ما لقيصر لقيصر وما للله للله ) والمواطن هو انسان وليس عدد او سلعة ، حكومة عسكرية تعتقل من نهب المال العام وتحاكم بائعي الوطنية ، وتسجن المدراء الحكام المفسدين في قطاعات الدولة ، وتؤدب الموظف المرتشي ، وتقبض على من يشوه اسطورة شعب وحكاية التاريخ .
حكومة عسكرية وإلا ادخلوا البلد الى غرفة العناية الفائقة ليُنازع تحت النفس الأخير
الأثنين ٣١ آب ٢٠٢٠

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى