عشية الأوّل من أيلول، اليوم الثلاثاء ذكرى مئوية إعلان لبنان الكبير، جنح الوضع اللبناني المأزوم، إلى ما يمكن وصفه بـ «جرعة امل» مشروطة برؤية حكومة سريعة يشكلها الرئيس المكلف مصطفى أديب بـ90 صوتاً، بعد أقل من 24 ساعة من «الاتفاق السياسي» على ترشيحه بقوة التعهد الفرنسي، الذي جدده الرئيس ايمانويل ماكرون، لدى وصوله إلى بيروت ليل أمس (التاسعة والنصف ليلاً) في ثاني زيارة له إلى لبنان، الأولى في 6 آب والثانية في 31 آب، أي أقل من شهر غداة الانفجار الهائل الذي ضرب مرفأ بيروت في 4 آب، وإلى هناك يتوجه اليوم الرئيس الفرنسي لتفقد عملية إزالة الأنقاض، حيث تعمل مفرزة فرنسية مع مفارز للجيش اللبناني لدفع الركام والأتربة والزجاج والردم..
وقال ماكرون في مطار رفيق الحريري الدولي بعيد وصوله حيث كان في استقباله الرئيس ميشال عون: عدت كما وعدت، وعلى ان أتأكد انه حقا سيتم تشكيل وزارة مهمة لانقاذ لبنان، وإطلاق الإصلاحات لمكافحة الفساد وإصلاح ملف الطاقة وإعادة اعمار بيروت والمناطق المتضررة منها.
وفي تغريد له بالعربية، قال ماكرون: اقول للبنانيين انكم كأخوة للفرنسيين، وكما وعدتكم، فها انا اعود إلى بيروت لاستعراض المستجدات بشأن المساعدات الطارئة وللعمل سويا على تهيئة الظروف اللازمة لإعادة الاعمار والاستقرار، سرعان ما ردّ عليها بالفرنسية الرئيس عون عبر «تويتر»: «أهلاً وسهلاً بالرئيس الصديق للبنان، والذي يعد ويفي بوعوده..».
ووفقا للمعلومات فإن الرئيس عون يقيم غداء عمل على شرف الرئيس الفرنسي يحضره الرؤساء برّي وحسان دياب وأديب، إلى جانب رؤساء الكتل النيابية، وسفراء الدول الأوروبية المعتمدين في لبنان، وعدد من السفراء العرب، فضلا عن أعضاء لجنة الصداقة اللبنانية- الفرنسية.
وكان الرئيس الفرنسي وصل إلى منزل السيدة فيروز في الرابية، وكان في استقباله السيدة ريما الرحباني، كما كان في انتظاره مجموعة من المتظاهرين الرافضين لما اعتبروه دعم ماكرون للطبقة الحاكمة، مطالبين اياه بالاستماع لأصوات الناس فقط. وألقى ماكرون التحية على المتظاهرين المتواجدين أمام منزل السيدة فيروز في الرابية: «أنا معكم».
ومنح ماكرون السيدة فيروز وسام جوقة الشرف الفرنسي، وهو أعلى تكريم رسمي في فرنسا انشأه نابليون بونابرت عام 1802.
وكانت بلدية الرابية زينت المنطقة بالاعلام الفرنسية واللبنانية ورفعت اللافتات المرحبة بالرئيس الضيف باللغة الفرنسية.
واختار الرئيس الفرنسي أن يبدأ زيارته إلى لبنان بالاجتماع مع السيدة فيروز، والتي تمثل صورة وحدة لبنان، حيث أدرج قصر الإليزيه اسم السيدة فيروز في صدارة برنامج الرئيس الفرنسي. وكتب ماكرون في برنامجه عبارة «موعد على فنجان قهوة مع فيروز في انطلياس مساء الاثنين».
وعن اللقاء، قال ماكرون: اللقاء مع السيدة فيروز كان استثنائياً ولا استطيع البوح بما قالته لي وفيروز رمزكم في لبنان واغنيتي المفضلة هي «لبيروت».
اضاف: فيروز تعطينا الأمل وتعطي صورة حالمة عن لبنان وأنا اعدكم ان يعود لبنان أفضل.
وغادر قبيل منتصف الليل الرئيس الفرنسي منزل فيروز، وقدم خلالها ارفع وسام فرنسي هو وسام جوقة الشرف، وتحدث إلى المتظاهرين، قبل المغادرة إلى قصر الصنوبر، حيث بدأ أوّل لقاءاته السياسية، مع الرئيس سعد الحريري.