كَتب : فؤاد سمعان فريجي
زحله تسحق الطاعون وكورونا
كان العام ١٨٢٥ كارثياً على المدينة استباح فيه مرض الطاعون اجساد البشر بلا رحمة وحصد المئات من الضحايا ، قوة الأيمان وحدها وضعت حداً له فجال المطران اغناطيوس عجوري احياء المدينة في تطواف القربان المقدس ، وكانت اعجوبة الشفاء .
وها هي زحله حتى اليوم بعد ١٩٥ عاماً تستعيد الذكرى وذخائر الإيمان فيها تُحبط وتسحق في العام ٢٠٢٠ فيروس كورونا .
يقول يسوع ( من لديه إيمان مقدار حبة الخردل يقول لهذا الجبل انتقل فينتقل ) وهذا ما يتسلح به ابناء المدينة في الكثير من المحطات التاريخية ، من الحروب ومحاولة اخضاعها وحرقها بدءاً من العام ١٧٧٧ شرارة الطغيان والعام ١٧٩١ فأطفأت بجسدها نيران الحقد وتصدت في العام ١٨٦٠ لجبروت الجريمة وانتصرت ، وفِي العام ١٩٨١ دخلت تاريخ الصمود الأسطوري الذي كللها مدينة للشهداء والشعراء وواحة للسلام ومصدراً للمحبة .
عام ٢٠٢٠ هو العام الوحيد في تاريخها كان خجولاً بمناسبة ( خميس الجسد ) الذي يُرافقها كما تُرافق الأم وحيدها الى الآمان وصناعة الأحلام ، لم يخرج ابناء المدينة الى الشوارع للأحتفال بهذه المناسبة ، التزاماً بقواعد التعبئة العامة وتوجيهات الأساقفة ، العام ٢٠٢٠ هو العام الوحيد الذي لم تضج به الأحياء بالصلوات وحشود المؤمنين وضيوف الجوار وارتال المغتربين ، اجراس الكنائس في هذا اليوم وحدها بلسمت آسف فرض نفسه ثقيلاً ، ورغم ذلك اقيم الأحتفال المركزي في برنامج دعى اليه مطران المدينة ، مطران الأنسانية والصدق عصام يوحنا درويش والمطارنة الأجلاء ، لتبقى رمزية المناسبة فرح ورجاء .
زحله يهجرها النوم عندما كانت تقترب مناسبة ( خميس الجسد ) تزدحم الشوارع والأحياء تتزين التلال ترسل الأبتسامات الى الوجوه الواجمة وهكذا ستبقى بقوة الأيمان غير آبهة
بفيروس كورونا الذي فرض نفسه على العالم في حصاد دموي ، زحله لم تستسلم له سلالة القديسين وصلوات المتعبدين ورجاء الآلهة آمنت التغطية والحماية للمدينة وأبنائها ، على ان يكون العالم بأسره والأنسانية في سلام عادل وفرح الحياة .
الخميس ١١ حزيران ٢٠٢٠