حين يتحدث قائد الجيش باللغة المرقطة

حين يتحدث قائد الجيش باللغة المرقطة
من قيادة فوج الحدود البري الثاني في ثكنة الياس الخوري – راس بعلبك، التي كانت من مهبط طوافاتها البداية والنهاية، وبعد كلمة لرئيس الحكومة حسان دياب ، توجه العماد قائد الجيش  جوزاف عون بكلمة للحاضرين بعيداً عن عيون الكاميرات وآذان الميكروفونات، واضعاً بعض النقاط على الحروف، بلغة “مرقطة” مموهة خلفها مطالب لطالما جاهرت بها قيادة الجيش في الغرف المغلقة وفي العلن، “أعطونا الامكانات وخذوا منا ما يطلب العالم”.
“إذا قالت اللوجستية لا، على القائد أن يراجعَ خطّته، ليس هناك من جيشٍ قوي أو جيش ضعيف، إنّما هناك جيش فقير وجيش غني… أعطونا الامكانات ومن بعدها حاسبونا… ولكن أن تحاسبونا بلا إمكانات فأمر غير معقول”. عبارات اختصرت الرحلة كلها من بيروت الى عواصم العالم موصفةً الواقع عارضة المطلوب”دون لتّ أو عجن” أو كلامٍ منمق لا يفيد في هكذا ظروف.
عملياً ووفقاً للمعايير العسكرية، تحتاج الحدود اللبنانية في تلك المنطقة الممتدة على مساحة 73 كلم لحوالي 7000 جندي مزودين بالعتاد ومدربين لتأمينها، في الوقت الذي تسمح امكانات الجيش بنشر 1000 جندي فقط، نظراً للظروف التي تمر بها البلاد على الصعيدين الامني والاقتصادي.
ففي منطقة الهرمل – المشرفة – القصر – حوش السيد علي، ينتشر على الجانب السوري 45 مركزاً عسكرياً لحرس الحدود والجيش، في مقابل ثلاثة مراكز ثابتة من الجهة اللبنانية فقط. يُضاف الى كل ذلك عوامل الطبيعة والجغرافيا التي تعقد من المهمة وتزيد من كلفة الضبط والمراقبة.
من المؤكد أن كلام قائد الجيش، بدوره حمل رسالة بين سطوره، قد يكون أراد ايصالها بطريقة دبلوماسية، في الوقت الذي تتعرض فيها الحكومة ورئيسها لسيل من الهجمات.
فالزيارة التي وصفتها مصادر مواكبة بـ “الممتازة”، واضعة إياها في اطار التعاون المستمر والوثيق مع المؤسسة العسكرية وما تمثله من تضحية ووطنية والبعد عن منطق الطائفية والمناطقية، لم تُسقط المطلب الدائم لقيادة الجيش، المبني على اساس المهام الموكلة للمؤسسة، بضرورة إعادة النظر بمسألتي التطويع وتخفيض الموازنة، في ظل النقاش الدائر حول التعويضات والمخصّصات للعسكريين.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى