
استعرضت صحيفة “النيويورك تايمس” الأميركية أكثر من 70 مقطع فيديو وصورة جوية للانفجار الضخم الذي دمر بيروت محاولةمعرفة ما حصل تماماً.
واستعادت الصحيفة رواية الحريق الذي شب حوالى الساعة 5:54 مساءً بالتوقيت المحلي، ونشرت صوراً للدخان وأشارت الى صوت انفجار. وقالت: استمر اندلاع الحريق 14 دقيقة، مع استجابة عمال الطوارئ. وأظهر فيديو تم تسجيله عن مسافة قريبة من الأرض سيارات الإسعاف تستجيب للحريق. وفي الوقت عينه، تظهر تسجيلات أخرى رجال الإطفاء يحاولون إخماد الحريق في المخزن”.

ووفقاً للصحيفة، تبين أنَّ الحريق قد امتد بسرعة قصوى، وتبعه الانفجار الضخم. وبعد مرور خمس وثلاثين ثانية، أي حوالى الساعة 6:08 مساءً، وقع الانفجار الأخير الذي دمر المدينة بأكملها.
ووفقاً للحكومة اللبنانية، نجم الانفجار عن 2750 طناً من نترات الأمونيوم كانت مخزنة في المرفأ بعد مصادرتها عام 2014. وأظهرت سجلات المحكمة أنَّه في السنوات التالية، حاول كبار مسؤولي الجمارك الحصول على إذن من المحكمة بالتخلص من المخزون الخطير من خلال التبرع به أو بيعه لشركة المتفجرات اللبنانية التي تعود إلى القطاع الخاص، إلا أنَّهم لم ينجحوا بذلك.

ووفقاً لخبيرة المتفجرات الدكتور رالف لانس، يشير اللون الأحمر الداكن للحطام والدخان إلى وجود الأمونيوم وأنَّ هذا الأخير لم يكن من الطراز العسكري. وذكرت في رسالة إلكترونية أنَّ الانفجارات التي تنتج منها أعمدة دخان داكن تشير إلى عدم احتراق جميع المواد المتفجرة، الأمر الذي يؤكد أنَّها لم تكن متفجرات عسكرية.
أضرار واسعة النطاق
وتظهر صور الأقمار الاصطناعية التي تم التقاطها في اليوم التالي حجم الاتفجار وموقعه المحدد، وهو في مستودع يقع بجوار صوامع الحبوب في مرفأ بيروت. كما تبين تدمير معظم المباني وتضررها على مساحة تبلغ 160 فداناً. ويبدو أنَّ محطة الحاويات باتجاه الشرق لم يلحق بها ضرر كبير.
موجة ضغط مدمرة
وتظهر مقاطع الفيديو المأسوية قبة بيضاء تتوسع بسرعة في الهواء. والواقع أنَّها موجة من الضغط الزائد نجمت عن تفجير كتلة نترات الأمونيوم، دافعةً جزيئات الهواء الرطب إلى بعضها بعض أثناء تحركها.

ومع انعكاس الموجة وترددها، دُمر بعض المباني وبقي بعضها الآخر سالماً نسبياً. فأساء بعضهم تفسير ذلك باعتباره “سحابة ذرية” عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ووفقاً للصحيفة، تصل قوة المادة الكيميائية إلى نسبة 40 في المئة من قوة مركب الـ”تي أن تي”. وجعل انفجار 2750 طناً من نترات الأمونيوم انفجار بيروت الأقوى بين الانفجارات الاصطناعية.
