All Together for Education – التكاتف في العاصفة

كما كان متوقعاً وواقعاً، أن يعمد معالي وزير التربية الى إصدار قرار بانهاء العام الدراسي لموسم 2019-2020، مما وضع الجامعات والمدارس أمام خيار مر: إن لناحية الأستمرار في جودة عملية التعليم عن بُعد، عبر تَدّني اهتمام التلامذة، مما يُحّتم زيادة جهد المسؤولين في رفع مستوى عملية المتابعة والتدقيق لاستكمال المناهج التدرسية، وإعطاء الحق المتوجب للمتعلم كقيمة تعليمية، وإن لناحية الاقساط المدرسية من خلال دفع الاهالي الى التراخي والتأخر في سداد المتوجبات المالية المستحقة على عاتقهم، مما يضع القطاع برمته على شفير الانهيار، خاصة في ظل تقصير الدولة عن القيام في حضانة رعاياها على اعتبار أنها المرجع الصالح والمسؤولة عن أبنائها في تأمين حق التعلّم المجاني كأبسط الحقوق الأنسانية المكتسبة

لا شك أن الوضع معقد وعلى مستويات عدة، ولا حاجة لكيل التهم وتحميل المسؤولية لأي جهة معنية، إلا أن لاستمرار القطاع التربوي في لبنان باداء رسالته المتميزة، يضع الجميع أمام التسوية المرة مجدداً والسهلة في آن معاً، وهي تعاضد الجميع من رئاسة الجمهورية الموقرة، الى المجلس النيابي الكريم، الى الحكومة اللبنانية مجتمعة، الى وزارة التربية والأتصالات خاصة، الى القييمين على القطاع الرسمي والخاص، الى نقابة الاساتذة والأهالي جميعاً، لتقريب وجهات النظر والتقدم خطوة الى الأمام كلٌ من جهته: لا لاستدارك العام الدراسي المنصرم بل لأنقاذ العام القادم، وعدم إهدار الوقت المستقطع بفائدة لا ترجى لمصلحة أولادنا

من هنا وجب البدء بمبادرات سريعة لاقامة ورش عمل ونقد واقتراح أفتراضية، تَفتَح النقاش واسعاً أمام المكونات التربوية وقطاع التكنولوجيا والاتصالات، لرسم خارطة طريق واضحة المعالم لمدارس ما بَعد الكورونا ، وتسخير الطاقات والخبرات اللبنانية الابداعية في عملية تطوير القطاع بشقيه الانساني والعملاني-التنفيذي، بَعد إسقاط التعليم عن بُعد بشكل طارئ وفجائي على المنظومة التعليمية، فأضحى اللاعب المهم على مساحة نجاح الأداء في الأيام الماضية، واللاعب الأهم في نجاحات المؤسسات التربوية في الايام القادمة، مما سيُنتجُ ديناميكية شاملة على مستوى قطاعات عديدة، وإنتاجية مستدامة في قطاعي التعليم والتكنولوجيا

على أمل استفاقة اللبنانيين المتأخرة من خيباتهم الأقتصادية والمالية والسياسية، أدعو جميع المهتميين والمعنيين إلى استفاقة تربوية، عسانا بتكاتفنا في العاصفة الضاربة، نُنقذ أرقى وأقدم قطاع متميز للبناننا المشرقي والمغربي، ألا وهو التربية والتعليم، فنُعَبّد طرق المستقبل لأجيالنا القادمة كما فعلنا لسابقاتها، فحصدوا التألق والتمييز والنجاح

الخبير في التكنولوجيا التعليمية

جوزيف نخله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى