''ما طار طيرٌ وارتفع إلّا كما طار وقع.''…

.”ما طار طيرٌ وارتفع / إلّا كما طار وقع.”…
 
 
#نيكول_صدقة
يحكى.. والله أعلم.. أنّ جنديين أصيبا إصابة خطرة في الحرب العالمية الثانية.. وكانت الإصابتان متشابهتين.
فقد اخترقت رصاصتان بطن كلّ منهما بشكل أفقي ما جعل الامعاء معرّضة للاندلاق خارج البطن.
وحضر الجراح ، الذي أدرك من النظرة الاولى خطورة الوضع فقرّر بينه وبين نفسه أن يلجأ الى الحنكة إضافة الى عمله كجرّاح ليعالج مريضيه:
قعد في مواجهة الجريح الاوّل بعد أن هيّأ معدّاته التي يحتاج اليها في العمليّة، ومن ثمّ راح يخاطب الجريح: يا للبطولة والشجاعة أنت وأمثالك من يحتاج اليهما الوطن.. وكما أرى، أن اوسمة العالم لا تفيك حقك…إلخ
وهنا كان الجريح، الذي غلب عليه الخجل، ومع كلّ عبارة ثناء، يطأطئ رأسه خجلاً ويحني ظهره ما جعل امعاءه تتراجع الى موقعها في داخل البطن، ما سهّل على الطبيب عمليّة تقطيب الجرح، بعد أن زال الخطر الذي كان يهدّد حياة الجريح.
بعد ذلك، انتقل الطبيب ومعه خطته الى سرير الجريح الآخر، وشرع يكرّر أقواله أمام المصاب.
وهنا انعكست الآية ، فالجريح المغرور راح ينفخ صدره، كلّما سمع عبارة ثناء. وما هي إلّا هنيهة حتى كانت امعاؤه تندلق الى الخارج وروحه تنتقل الى عالم الارواح.
فيا أيّها المتعالون والمتفاخرون، قدّروا أنفسكم حقّ قدرها، بلا زيادة ولا نقصان، لا تتكبّروا ولا لاتتجبّروا.
وتذكّروا دائماً هذا البيت من الشعر:
ما طار طيرٌ وارتفع / إلّا كما طار وقع.
والسلام على من اتبع الهدى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى