هَلُمَ ثانيةً يا يسوع قبل الفناء


هَلُمَ ثانيةً يا يسوع قبل الفناء
بقلم : فؤاد سمعان فريجي
 
في مثل هذه الأيام منذ ١٩٨٧ سنة دمر يسوع مملكة الحقد وتحدى دساتير المزيفين .
٧٠ قاضياً جلسوا تحت سماء شاحبة تقطر دموعاً يحاكموا أبن الأنسانية في أفظع اعتداء لم يعرفه التاريخ منذ تكوين الأرض اَي منذ ١٤ مليار و٤٠٠ مليون سنة .
أمبرطورية لا تغيب عنها الشمس جمعت حشودها في ( الجلجلثة ) قرب القدس ليشاهدوا ( ملك المجد ) مكللً بالشوك ينزف بالدم لعهد جديد رسم للبشرية طريق الحضارة وأيقظ روحهم من تعاليم الموت وصفائح الذل ، ووضع في نفوسهم عزة الخلق .
( يا ابي بين يديك استودع روحي )
واجه يسوع بيلاطس بصلابة وتحدياً ، غير آبه بملايين الجموع والحشود التي كانت تُنادي أصلبه أصليه ، وقف أمامهم صلباً كالطود دون ان لا ترف له جفن وقاوم وحده دستور البشاعة الذي قتل الآف الناس ، ولم يستسلم لهم رفع نبرة صوته حتى فاضت علو السماء .( مملكتي ليست من هذا العالم )
صلبوك يا معلم لأن رسالتك قوضت مملكتهم ، وأسقطت جبروتهم
صلبوك يا سيدي لأنكَ العملاق وهم الأقزام ، لن ندع الدمع ينهرق على وجنتينا جعلنا وجوهنا مكان لصليبكَ وعلى جباهنا ثالوث مقدس .
صَلَبوكَ لأنك عَريت اجرامهم ورفعت قيمة الأنسان ليكون وجه للحق .
صلبوكَ يا الهي لنكون ابناء النور رفضاً لعصور الظلام وخشبية سلطات القمع والتزوير وسياسة العبيد .
في الجمعة العظيمة من كل عام تتنفس الأرض حرية ، وتُرسل الشمس نورها بحرارة الأيمان المقدس ويُبهر القمر ضوئه ، وحدها السماء تعصر دموعها تتذكر ملحمة الموت والقيامة التي غيرت وجه التاريخ .
يسوع لم يهرب من امام جلاديه وطغاة القوم واجههم بشجاعة لا توصف كي يُسقط الأجرام .
يسوع لم يَسقط مستسلماً فرح التضحية يسكنه لبناء عالم جديد يليق بعشاق الحياة .
يسوع وحده تحدى ٥٦ مليون ٨٠٠ الف شخص من الأمبرطورية الرومانية ليقول لهم ( اعلموا الحق والحق يحرركم )
يسوع لم يكن يملك مصارف ولا جيوش ولا ترسانات من الأسلحة ١١ تلميذاً رافقوه مسحورين لتغيير قواعد التاريخ وفعلوها .
يسوع لم يرضى ان تُنتهك الأنسانية وتسبح فوق مستنقعات الرذيلة ، وقف بوجه الطغاة اولاد الأفاعي ليعلمهم درساً ما زال يؤلمهم حتى اليوم والى أبدالآبدين .
يسوع رفض ان تُستبدل قوانين الحرية بالمال والشعوذات وتقييد إرادة الآخر ،
حمل سوطه ورذل شذاذ الآفاق .
يسوع اطلق اول انتفاضة في التاريخ ضد الظلم تسلح بالحكمة وحارب بالكلمة وتقدم على مضطهديه بالقوة .
يسوع حمل صليبه مبتسماً ونُزف سعيداً وأضُهدَ ثائراً وقاوم متمرداً وقام منتصراً وها هو العالم يَشهد عليه بذلك.
هلمَ ثانية يا معلم يا كوكب المُضيئن لأن الفناء يقترب !
١٠ نيسان ٢٠٢٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى